منتديات صوفية السودان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المتصَوفة والجهَاد  Support

    المتصَوفة والجهَاد

    Admin
    Admin
    رئيس مجلس الإدارة


    عدد المساهمات : 435
    تاريخ التسجيل : 01/06/2010
    الموقع : https://sofiatalsudan.yoo7.com

    المتصَوفة والجهَاد  Empty المتصَوفة والجهَاد

    مُساهمة من طرف Admin السبت أغسطس 07, 2010 10:43 pm

    تربى المسلمون الأوائل تربية جهادية ، فهم مستعدون دائماً لمصاولة الباطل والدفاع عن الحق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ينفذون في ذلك سنن الله سبحانه وتعالى ، فالشر لا بد من دفعه بالخير و إلا فسدت الأرض ، وكان علماء السلف يرابطون في الثغور للحصول على فضيلة الجهاد ، مثل الإمام أحمد بن حنبل والإمام عبد الله بن المبارك ، وقصة ما كتبه ابن المبارك للفضيل بن عياض يعاتبه فيها على تفرغه للعبادة في مكة وعدم مشاركته في حماية الحدود الإسلامية هي قصة مشهورة ، فما هو موقف الصوفية من هذا الموضوع المهم ؟ حتى يتبين لنا هذا لا بد من الوقوف على بعض أقوالهم وأفعالهم:
    ألف أبو حامد الغزالي كتابه (إحياء علوم الدين) في فترة تغلب الصليبين على بلاد الشام ، وتذكر المؤلف كل شيء من أعمال القلوب ولم يتذكر أن يكتب فصلاً عن الجهاد .يستشهدون دائماً بحديث ليس له أصل ويظنون أنه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على عادتهم في ذكر الأحاديث الضعيفة وهو: ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)) ويعنون بالجهاد الأصغر القتال في سبيل الله والجهاد الأكبر هو جهاد النفس، وهذا الكلام ليس من هدي النبوة ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من هذا ، كما أن فيه مغالطة واضحة وأي جهاد أعظم من تقديم المسلم نفسه في سبيل الله ، وقولهم هذا ما هو إلا محاولة للهروب من تبعية القتال في سبيل الله ، بل هو صرف المسلمين عن هذا العمل العظيم.
    استرسل كثير منهم مع القدر الكوني وفهموا هذه المسألة فهماً خاطئاً فظنوا أن الاستسلام لما يقدره الله من عدو أو مرض أو فقر هو من باب الرضى بالقضاء ، ولذلك استكانوا للحكام الظلمة وقالوا: هذه إرادة الله وكيف نخالف هذه الإرادة ، فهم دائماً مع الحاكم سواء كان مؤمناً أم كافراً ، صديقاً أم زنديقاً ولم يعلموا أن قدر الله الكوني يدفع بالقدر الشرعي ، فالمرض يدفع بالدواء ، والعدو يدفع بالجهاد...
    وفي العصر الحديث وعندما اقتسمت بريطانيا وفرنسا أكثر بلاد المسلمين كانت بعض فرق الصوفية غارقة في أذكارها وكأن شيئا لم يكن ، بل يقام للمعتمد البريطاني لدى سورية الجنرال (سبيرس) حفلة (ذكر) على طريقة المولوية يدعوه إليها الشيخ هاشم العيطة شيخ الطريقتين السعيدية والبدرية حيث أنشدت الأناشيد وفتلت المولوية ، ثم خطب صاحب الدار باسمه واسم إخوانه مثنياً على رئيس الجمهورية والملك جورج السادس والمستر تشرشل والجنرال سبيرس ، فأجاب الجنرال شاكراً .
    وفي الجزائر كانت فرنسا تشجع الطرق الصوفية وتسمح لهم بإقامة أذكارهم والخروج في أعيادهم بالطبول والرايات ولذلك: " تساند الطرقيين والمستعمرين على المصلحين " " وكانوا يحضرون اجتماعات جمعية العلماء لا خدمة لغايتها ولكن عيوناً لفرنسا والإدارة المحلية ولكن الجمعية أخرجتهم منها " ، ولذلك كان أول عمل قام به باعث النهضة الإسلامية في الجزائر في هذا العصر الشيخ عبد الحميد بن باديس هو محاربة الطرق الصوفية وذلك أثناء تفسيره للقرآن الكريم في الجامع الكبير في مدينة قسنطية . وإذا كان الأمير عبد القادر الجزائري قد حارب فرنسا فإنه وبتأثير تربيته الصوفية لم يكمل هذا القتال ، فقد عارض في استمرار الثورة ضد المحتل الفرنسي على يد ولده لأن الشيخ عاهد فرنسا ألا يرفع في وجهها سيفاً مادام حياً . وعندما نفي الأمير إلى دمشق واستقر بها كان على رأس العاملين على إعادة نشر تراث ابن عربي المملوء بفكرة (وحدة الوجود) الخبيثة الفاجرة .
    وفي الهند وبعد ثورة 1857م المشهورة التي قام بها المسلمون ضد الإنجليز ، بعد هذه الثورة قتل من علماء المسلمين العدد الكثير ومنهم المحدث حسن الدهلوي . في هذه الفترة كتب أحمد رضا مؤسس الطريقة الصوفية (البريلوية) رسالة مستقلة باسم (إعلام الأعلام بأن هندوستان دار الإسلام) ووصفه لبلاد الهند بأنها دار الإسلام هو خدمة لبريطانيا حتى لا يقام فيها الجهاد ضد الكفرة ثم قال بصراحة: " إنه لا جهاد علينا مسلمي الهند بنصوص القرآن العظيم ، ومن يقول بوجوبه فهو مخالف للمسلمين ويريد إضرارهم " .
    ولذلك يقول ابن تيمية عنهم: " وأما الجهاد فالغالب عليهم أنهم أبعد من غيرهم ، حتى نجد في عوام المؤمنين من الحب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحب والتعظيم لأمر الله والغضب والغيرة لمحارم الله ما لا يوجد فيهم . حتى أن كثيراً منهم يعدون ذلك (أي الجهاد) نقصاً في طريق الله وعيباً " وربما يظنون أن الذكر والتفكر والفناء والبقاء هو الأصل والأهم .
    بعد هذا الإستعراض لبعض أقوالهم وأفعالهم نستطيع أن نقرر أن التربية الصوفية بطبيعتها بعيدة عن فكرة الجهاد والقتال لأنها تعتبر الرياضات الروحية هي الأصل والأساس ، وهذه الرياضات لا تنتهي إلا إذا وصل أحدهم لمرحلة الفناء ، وإذا فني فكيف يجاهد ؟!! ونحن نتكلم عن الصفة الغالبة عليهم ، و إلا فقد يوجد منهم من له مشاركة في دفع الظالمين ، ولكن الأكثرية هم مع المطاع المتغلب ولهذا قيل: " إن كل شعر التصوف ظهر في زمان ضعف المسلمين السياسي " .

    الصوفية نشأتها وتطورها لمحمد العبدة، وطارق عبد الحليم

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 5:22 am