تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي
الفكر الصوفي لمحمد أحمد لوح
وهذه القطبية الثانية التي عرفها الجرجاني فقال :
إعلم أن حقيقة القطبانية هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقاً في جميع الوجود جملةً وتفصيلاً ، حيثما كان الرب إلهاً كان هو خليفةً في تصريف الحكم وتنفيذه في كل من عليه إلوهية الله تعالى ، ثم قيامه بالبرزخية العظمى بين الحق والخلق فلا يصل إلى الخلق كائناً ما كان من الحق إلا بحق القطب وتوليه ونيابته عن الحق في ذلك وتوصيله كل قسمة إلى محلها ، ثم قيامه في الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود جملةً وتفصيلاً فترى الكون كله أشباحاً لا حركة لها ، وإنما هو الروح القائم فيها جملةً وتفصيلاً
وقال أيضاً كذلك : جميع أجساد الوجود في نسبتها إلى القطب هو لها كالروح للجسد ، فلو زالت روحانيته فيها لانعدم الوجود كله فهو روح الوجود ، وكل خواص الوجود بأسرها عل إلتآمها وإفتراقها وعمومها وخصوصها ، وإطلاقها وتقييدها ، كلها لا تلازم ذوات الوجود إلا بوجود روحانية القطب فيها ، فإذا أزال القطب روحانيته عنها إنعدم الوجود كله وصار ميتاً .