مفكرة الاسلام: هدد مفتي مصر الدكتور علي جمعة اليوم السبت كل من يتصدون للتصوف بأن مصيره سيكون مظلمًا ومخيفًا.
وقال الدكتور علي جمعة: "الذين يحاربون التصوف ليلتهم ظلماء وليلتهم أسود من قرن الخروب" .
وأضاف: "الله منّ على مصر بأن وجد الإسلام بها ونرى الأزهر الشريف لا ينتمي إليه إلا من كان أشعريًا أو صوفيًا، فالتصوف رسالة من الرسائل التي يحافظ عليها المصريون، وهو الذي يعطي الشريعة وسطيتها والإسلام روحه ولهذا الدين معناه"، وفق قوله.
حجر الأساس لمبنى مشيخة الطرق الصوفية الجديد:
جاء هذا الموقف من جانب الدكتور علي جمعة أثناء قيام عدد من مشايخ الطرق الصوفية اليوم على رأسهم عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، في حضور الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف نائبًا عن وزير الأوقاف، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، ومحمود الشريف نقيب الأشراف، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب الأسبق، بوضع حجر الأساس لمبنى مشيخة الطرق الصوفية الجديد.
وقال القصبي في كلمته: "الأمة تحتاج إلى تضافر الجهود والوقوف صفًا واحدًا، والصوفيون جزء لا يتجزأ من أبناء هذه الأمة ويرفعون شعار بناء الأمل والثقة لبناء الوطن، فكلهم جنود في كتيبة عمل تحت قيادة الرئيس محمد حسني مبارك".
أما شوقي عبد اللطيف، نائب وزير الأوقاف، فقد قال: "التصوف ركن ركين ولازمة من لوازم الإنسان المسلم والتصوف هو خشية من الله ومعرفة للخالق، وعلم وعمل وشريعة وحضارة وإيمان وبناء، والتصوف له تاريخه وجذوره منذ فجر الإسلام أخذه الرسول ، صلى الله عليه وسلم، وكان سمة من سمات الصحابة والتصوف حبا لله وعمل وأدب وجهاد"، وفق زعمه.
تبرعات تنهال على المشروع الصوفي الجديد
وقال محمود الشريف نقيب الأشراف: "النقابة تتبرع للمشروع بـ100 ألف جنيه"، والأشراف والصوفيون صف واحد يعملون من أجل خدمة الوطن"، على حد قوله.
وأشارت صحيفة اليوم السابع إلى أن الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية أعلن عن تبرعه بـ100 ألف جنيه من جيبه الخاص للمشروع الصوفي.
بدوره قال أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية: "إقامة مثل هذا الصرح يمثل أملاً، لأنه يعد أول بناء لمشيخة الطرق الصوفية منذ صدور القرار الجمهوري والقانون 118 ونحمّل جميع المسئولين في مصر وعن التصوف بناء ذلك المبنى".
وأضاف: "التصوف هو الوحيد من بين كل الأفكار والاتجاهات الدينية، بخلاف الأفكار الأخرى كالسلفية وما تحتويه على بعض المغالاة فى الدين، هو الاتجاه الديني الوحيد الذى لا يستطيع أحد أن يقول فيه تطرف أو انحراف"، على حد زعمه.
استمرار التطاحن بين مشايخ الصوفية
جدير بالذكر أن حالة من الاستقطاب الحادة والانقسامات كانت قد اندلعت بين مشايخ الصوفية على خلفية الأزمة التي نشبت بين كل من عبد الهادى القصبى و علاء أبو العزائم بعد وفاة شيخ المشايخ السابق أحمد كامل ياسين واستمرت لمدة عام ونصف العام.
وبقي التشاحن والتناحر طافيًا على السطح إلى أن صدر القرار الجمهوري بتعيين القصبي شيخًا للمشايخ في شهر أبريل الماضي بينما أكد الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي أن الانقسام الذي حدث بين المشايخ بسبب النزاع على كرسى شيخ المشايخ مازالت توابعه ممتدة حتى الأن رغم حسم منصب شيخ المشايخ.
مشيرا إلى أن الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية قرر مساندة الشيخ أيمن عتمان فى مواجهة الشيخ محمد عاشور فى الانتخابات التكميلية ليثأر وينتقم من الشيخ عاشور أحد حلفاء الشيخ عبد القصبى من ناحية ولإبعاد " البراهمة " أبناء إبراهيم الدسوقي الذين ينتمى إليهم عاشور شيخ الطريقة البرهامية من الحصول على عضوية المجلس الصوفى الأعلى.
التصوف وتقرير راند:
يشار إلى أن العديد من المراكز البحثية ودوائر التحليل في العالم الغربي تولي اهتمامًا كبيرًا بتوسيع انتشار الفكر المتصوف في البلدان الإسلامية للقضاء على السنة.
وقد تضمن تقرير صادر عن مؤسسة راند ضرورة تعزيز مكانة المذهب الصوفي من خلال تشجيع الدول ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على الجزء الصوفي من تاريخهم وإدراجه في المناهج الدراسية المعتمدة في المدارس، وشد الانتباه بقوة أكبر إلى "الإسلام الصوفي".
وزعم التقرير أن التيار الصوفي ـ حتى الآن ـ لا يعتبر نداً لأي من هذه الفئات والتقرير يدرجه مع فئة ا لمجددين لأنه يمثل التأويل المنفتح والفكري للإسلام و ينص على وجوب تشجيع التأثير الصوفي بقوة في المناهج الدراسية والمعايير المعتمدة والحياة الثقافية في الدول التي تمارس تقاليد صوفية مثل أفغانستان أو العراق, ويمد التيار الصوفي من خلا أشعاره وموسيقاه جسوراً قوية تربط بين مختلف الانتماءات الدينية، وفق ما جاء في التقرير.
احتفاء السفير الأمريكي السابق بالصوفية:
وكان السفير الأمريكي السابق في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني قد حضر احتفالات محافظة الغربية بمولد أحمد البدوي وفور وصوله خلع الكرافتة واستمع إلي كورال أطفال طلائع سمنود الذين نشدوا "طلع البدر علينا".
وشاهد السفير الأمريكي بعض الرقصات الشعبية لأطفال مدرسة الأمل للصم والبكم بالمحلة، كما شاهد عددًا من التابلوهات الفنية كفرقة الفنون الشعبية في غزل المحلة، وحرص علي التقاط الصور التذكارية معهم، برفقة المحافظ المهندس الشافعي الدكروري.
ومعروف عن ريتشاردوني أنه كان حريصًا على حضور موالد الصوفية، فيما بدا أنه توجه أمريكي لدعم الحركات الصوفية في مواجهة الجماعات الإسلامية الأخرى.
| 
الرئيسية
الدكتور علي جمعة: "الذين يحاربون التصوف ليلتهم ظلماء وليلتهم أسود من قرن الخروب
