جاء في كتاب طبقات الشاذلية في ترجمة "الأستاذ تاج الدين النخال" صفحة: (113) ما نصه: ((وكان الشيخ رضي الله عنه إذا دخل الخلوة وذكر الله سبحانه وتعالى ، يتجلى عليه الحق ، فيذوب كما يذوب الملح في الماء ، ويفنى حتى لم يبق منه إلا النطفة ، فلما دخل عليه ولده وهو جالس في المحراب حطّ يده على رأس أبيه ، فسقطت العمامة على الثياب ، فنـزلت في أعين الأستاذ ـ أي العمامة على أعين الأستاذ من النطفة ـ فعورتهما ، فلما أفاق الأستاذ من غيبته ، قام كفيفاً ، لم يجد عينيه فخرج على أهله ، وقال لهم: من دخل عليّ في خلوتي قصمَه الله تعالى، فسكتوا ، قال: فإذا بالولد صرخَ صرخة ووقع ميتاً ، فقالوا له بعد ذلك: هذا ولدك الذي دخل عليك. فقال: نفذ أمر الله ، وغسله وكفنه رحمه الله ، وعاش الأستاذ بعد ذلك كفيفاً)).
وجاء أيضاً عنه أنه كان يقول: ((إنّي لأعلم أزقة السموات السبع أكثر من أزقة الأرضين ، وما تركت فيهن بقعةً إلا ولي فيها ركعة.
وكان رضي الله عنه يقول: من جاء إليَّ عامداً متعمداً لا ينوي في نهاره إلا زيارتي ، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وقد سألت ربيّ في ذلك فأجابني إلى ذلك.
وكان رضي الله عنه يقول: إن حصلت لك شدة ، وكنتَ في أي جهة فتوجه إلى مصر وقل: يا شيخ تاج الدين يا نخال. فإن كنتُ في المشرق أو في المغرب آتيك بأسرع ما يمكن)).
قلت: قد يتساءل القارئ: لماذا يذكر التوجه إلى مصر ، فسماع الشيخ لمن يستغيث به بعد الموت خارق للعادة ، والحضور من المغرب إلى المشرق وبالعكس أيضاُ خارق للعادة ، فلماذا يكون السبب وهو التوجه إلى مصر ، مع كل هذه الخوارق ، وهل مَنْ لديه كل هذه الخوارق بحاجة إلى سبب التوجه إلى مصر حتى يغيث.؟ والجواب: نعم هو بحاجة إلى التوجه حتى يظفر الشيطان الذي يوحي هذه الأقوال والأفعال ، بكامل الكفر من فاعله ، وحتى لا يخطر ببال الفاعل رب العزة والجلال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقد وقعت على كثير من هذه الأفعال في مثل هذه الحكايات الشيطانية ، منها أن من يريد أمراً أن يخطو ثلاث خطوات نحو جهة قبر الجيلاني ثم يسأل ....... .
كذلك توقفت عند قوله: وما تأخر من ذنبه ، وهذا معناه أن من زار قبر الشيخ تاج الدين النخال قد أصبح من أهل الجنة ، وهذا محض افتراء وكذب ودجل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.