الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
جاء في كتاب "إيضاح المقصود" لعبد الغني النابلسي صفحة (56) ما نصه: ((اعلم أن هذه المسألة ، وهي مسألة وحدة الوجود ، قد أكثر العلماء فيها الكلام قديماً وحديثاً ، وردها قوم قاصرون غافلون محجوبون ، وقبلها قوم آخرون عارفون محققون ، فمنهم من ردها لعدم فهم معناها عند القائلين بها ، وتوهمه منها المعنى الفاسد ، فلا التفات لرده كائناً من كان لصده عن الحق ، وإنما رده في حقيقة الأمر واقع على ما فهمه من المعنى الفاسد لا على هذه المسألة ، فهو الذي صور الضلال وردّه.
وأما القائلون بها فلأنهم العلماء العارفون والفضلاء المحققون ، أهل الكشف والبصيرة ، الموصفون بحسن السيرة وصفاء السريرة ؛ كالشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي ، والشيخ شرف الدين ابن الفارض ، والعفيف التلمساني ، والشيخ عبد الحق بن سبعين ، والشيخ عبد الكريم الجيلي ، وأمثالهم قدس الله تعالى أسرارهم ، وضاعف أنوارهم فإنهم قائلون بوحدة الوجود ، وأتباعهم إلى يوم القيامة ، إن شاء الله تعالى)).
قلت: ولكي يظهر لك أخي القارئ من هم القوم العارفون والفضلاء المحققون ، أهل الكشف والبصيرة ، الموصفون بحسن السيرة وصفاء السريرة ، عند النابلسي ، تفضل واقرأ ما قالته أئمة الإسلام في هؤلاء:
ابن عربي
ابن الفارض
العفيف التلمساني
عبد الحق بن سبعين
عبد الكريم الجيلي